أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 18 صفر 1446 هـ ، الموافق 23 أغسطس 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ:

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ : كما يلي:

 

أولًا: الإسلامُ دينُ القوةِ.

ثانيًا: أنواعُ وصورُ القوةِ

ثالثًا: دعوةُ أفرادِ الأمةِ إلى القوةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ : كما يلي:

 

 

المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

18 صفر 1446هـ – 23 أغسطس 2024م

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

أولًا: الإسلامُ دينُ القوةِ.

إنَّ دينَنَا الإسلاميَّ دينُ القوةِ، ولا غروَ في ذلِكَ؛ فإنَّ القرآنَ نزلَ مِن عندِ ربٍّ ذيِ قوةٍ، عن طريقِ ملكٍ ذيِ قوةٍ، إلى نبيِّ ذيِ قوةٍ، لأمةٍ ذاتِ قوةٍ. قال تعالى عن نفسِه. {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} (الذاريات: 58). وقال عن سفيرِ الوحيِ جبريلَ عليهِ السلامُ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}.(التكوير: 19 ، 20). كمَا أنَّ القوةَ صفةُ جميعِ الأنبياءِ والصالحين، فهذا موسَى عليهِ السلامُ أُمِرَ بأخذِ الألواحِ بقوةٍ. قالَ تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}. (الأعراف: 145)، وقال تعالى عن يحيَ عليهِ السلامُ: { يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}. (مريم: 12). وأمرَ اللهُ بنيِ إسرائيلَ أنْ يأخذُوا الكتابَ بقوةٍ. فقال: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ }. (البقرة: 63).

ولهذا اختارَ اللهُ نبيَّهُ مِن قريشٍ لقوتِهِم، فعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لِلْقُرَشِيِّ قُوَّةُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ». قَالَ الزُّهْرِيُّ: «يَعْنِي نَيْلَ الرَّأْيِ»(أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

وهكذا كانت القوةُ والثباتُ مبدأً أصيلًا في دعوةِ الأنبياءِ جميعًا عليهمُ الصلاةُ والسلامُ.

كما أنّ هذه القوةَ يتحلَّى بها المؤمنُ في الجنةِ، فعَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونِ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ :” بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالشَّهْوَةِ وَالْجِمَاعِ”. (ابن حبان بسند صحيح).

إنَّ الإنسانَ في دارِ ابتلاءٍ واختبارٍ، ابتلاءٍ بالخيرِ والشرِّ، قال تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }(الأنبياء: 35). يقولُ ابنُ كثيرٍ رحمه اللهُ: ” أي: نختبركُم بالمصائبِ تارةً، وبالنعمِ أخرى؛ لننظرَ مَن يشكرُ ومَن يكفرُ، ومَن يصبرُ ومَن يقنطُ، وعن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه: نبتليكُم بالشرِّ والخيرِ فتنةً، بالشدةِ والرخاءِ، والصحةِ والسقمِ، والغنىَ والفقرِ، والحلالِ والحرامِ، والطاعةِ والمعصيةِ، والهدىَ والضلالِ” أ. هـ

فالمؤمنُ لابدَّ أنْ يكونَ قويًّا شديدًا ثابتًا صلبًا عندَ وجودِ البلاءِ والتحدياتِ، فعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: “الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الْعَبْدُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ، وَمَا عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَةٍ”. (ابن ماجة والترمذي بسند صحيح).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

ثانيًا: أنواعُ وصورُ القوةِ.

للقوةِ في حياةِ الإنسانِ صورٌ وأنواعٌ كثيرةٌ منها:

القوةُ البدنيةُ: فالإسلامُ يريدُ مِن أتباعِهِ أنْ يكونُوا أقوياءَ أصحاءَ، وهذه القوةُ هي التي مكنتْ ذَا القرنينِ مِن بناءِ السدِّ، قالَ تعالى: { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا }. (الكهف: 94، 95). يقولُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ: ” أرادُوا أنْ يجمعُوا لهُ مِن بينهِم مالًا يعطونَهُ إيَّاهُ حتى يجعلَ بينهُم وبينَهُ سدًّا، فقال لهم ذو القرنين – بعفةٍ وقصدِ فعلِ الخيرِ التطوعِي – { مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ }أي: ما أعطانيهِ اللهُ مِن الملكِ والتمكينِ خيرٌ لي مِن المال الذي تجمعونَهُ لِي، ولكنْ أعينونِي وساعدونِي بقوة – بعملِكُم ، وبآلاتِ البناءِ – أجعلْ بينَكُم وبينَهُم ردمًا ، ثم قال لهم آتونِي زبرَ الحديدِ – والزبرُ جمعُ زبرةٍ وهي القطعةُ مِن الحديدِ، ثمَّ جاءَ بالنحاسِ فأذابَهُ في النارِ فصبَّهُ على الحديدِ فجعلَهُ سدًّا منيعًا، {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} أي: ما قدرُوا على أنْ يصعدُوا فوقَ هذا السدِّ ولا قدرُوا على نقبهِ مِن أسفلِهِ. ولما كان الظهورُ عليهِ أسهلَ مِن نقبهِ قابلَ كلًّا بما يناسبُهُ فقالَ: { فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } وهذا دليلٌ على أنّهُم لم يقدرُوا على نقبهِ، ولا على شيءٍ منه”. (انظر تفسير ابن كثير بتصرف).

كما أنَّ هذه القوةَ البدنيةَ هي التي دفعتْ المرأتينِ إلى اختيارِ موسَى عليهِ السلامُ،” روي عن ابنِ عباسٍ، قال: ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأمِينُ ) قال: فأحفظتْهُ الغَيْرةُ أنْ قالَ: وما يدريكِ ما قوّتُهُ وأمانتُهُ؟ قالتْ: أمّا قوّتُهُ، فما رأيتُ منهُ حين سقَى لنا، لم أرَ رجلًا قط أقوىَ في ذلك السقيِ منه. وأمَّا أمانتُهُ، فإنَّه نظرَ حين أقبلتُ إليهِ وشخصتُ لهُ، فلمَّا علمَ أنِّي امرأةٌ صوّبَ رأسَهُ فلم يرفعْهُ، ولم ينظرْ إليَّ حتى بلغتهُ رسالتَكَ، ثم قال: امشِي خلفِي وانعتِي ليَ الطريقَ، ولم يفعلْ ذلكَ إلَّا وهو أمينٌ، فسُرّي عن أبيهَا وصدَّقهَا وظنَّ بهِ الذي قالتْ.” (تفسير الطبري).

ومنها: القوةُ الإيمانيةُ: وذلك بأنْ يكونَ المسلمُ قويًّا في إيمانِهِ وعقيدتِهِ، لا يضعفُ ولا يتزعزعُ أمامَ الغيرِ مهمَا كانَ الأمرُ، فهذا سيدُنَا بلالُ بنُ رباحٍ رضي اللهُ عنهُ: كَانَ هَذَا الصَّحَابِيُّ الْجَلِيلُ “مَوْلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ الْجُمَحِيِّ، فَكَانَ أُمَيَّةُ يَضَعُ فِي عُنُقِهِ حَبْلًا، ثُمَّ يُسَلِّمُهُ إِلَى الصِّبْيَانِ، يَطُوفُونَ بِهِ فِي جِبَالِ مَكَّةَ، وَيَجُرُّونَهُ حَتَّى كَانَ الْحَبْلُ يُؤَثِّرُ فِي عُنُقِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: أَحَدٌ أَحَدٌ، وَكَانَ أُمَيَّةُ يَشُدُّهُ شَدًّا ثُمَّ يَضْرِبُهُ بِالْعَصَا، وَيُلْجِئُهُ إِلَى الْجُلُوسِ فِي حَرِّ الشَّمْسِ، كَمَا كَانَ يُكْرِهُهُ عَلَى الْجُوعِ. وَأَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ أَنَّهُ كَانَ يُخْرِجُهُ إِذَا حَمِيَتِ الظَّهِيرَةُ، فَيَطْرَحُهُ عَلَى ظَهْرِهِ فِي الرَّمْضَاءِ فِي بَطْحَاءِ مَكَّةَ، ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصَّخْرَةِ الْعَظِيمَةِ فَتُوضَعُ عَلَى صَدْرِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا وَاللَّهِ لَا تَزَالُ هَكَذَا حَتَّى تَمُوتَ، أَوْ تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ، وَتَعْبُدَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى، فَيَقُولُ وَهُوَ فِي ذَلِكَ: أَحَدٌ، أَحَدٌ”. وَمَعَ شِدَّةِ هَذَا الْعَذَابِ وَالنَّكَالِ بَقِيَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللَّهِ ثَابِتًا عَلَى الدِّينِ، وَغُصَّةً فِي حُلُوقِ الْمُشْرِكِينَ، فَنَالَ مِنْ أَوْسِمَةِ الشَّرَفِ عِنْدَ اللَّهِ مَا نَالَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ فِيهِ لَكَفَى يَوْمَ قَالَ: “يَا بِلَالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الْإِسْلَامِ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطَّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ”(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ)

ومنها: القوةُ العلميةُ: لأنَّ القوةَ العلميةَ سبيلُ نهضةِ الأممِ، وكفى بطالبِ العلمِ شرفًا أنَّ اللهَ يرفعُهُ درجاتٍ في الدنيا والآخرةِ، قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11) أي يرفعُ الذين أوتوا العلمَ مِن المؤمنينَ بفضلِ علمِهِم وسابقتِهِم درجاتٍ، أي على مَن سواهُم في الجنةِ. قال القرطبيُّ: “أي في الثوابِ في الآخرةِ وفي الكرامةِ في الدنيا، فيُرفَعُ المؤمنُ على مَن ليس بمؤمنٍ والعالمُ على مَن ليس بعالمٍ. وقال ابنُ مسعودٍ: مدحَ اللهُ العلماءَ في هذه الآيةِ، والمعنى: أنَّه يرفعُ اللهُ الذين أوتوا العلمَ على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلمَ (درجاتٍ) أي درجاتٍ في دينهِم إذا فعلُوا ما أمرُوا به.”أ.هـ

تابع / خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

وما أجملَ قولَ سيدِنَا عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهٌ عنه:

ما الفخــــرُ إلّا لأهلِ العلمِ إنًّهم ……………..على الهدَى لِمَن استهدَى أدلاءُ

وقدرٌ كلِّ امرئٍ ما كان يحسنُهُ ………………والجاهـلونَ لأهلِ العـلمِ أعداءُ

فـفـزْ بعلمٍ تعشْ حيًّـا بهِ أبــدًا……………. الناسُ موتَى وأهلُ العلمِ أحياءُ

وما فشَا الجهلُ في أمةٍ مِن الأممِ إلَّا قوضَ أركانهَا، وصدَّعَ بنيانهَا، وأوقعهَا في الرذائلِ والمتاهاتِ المهلكةِ.

وكمَا قِيل:       العلمُ يبنِي بيوتًا لا عمادَ لهَـا …………… والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والكـرمِ

ومنها: القوةُ أمامَ الشائعاتِ: فيجبُ على المسلمِ أنْ يكونَ قويًّا أمامَ الشائعاتِ، وأنْ يتثبتَ مِن المعلوماتِ إذا سمعهَا ويتأكدَ مِن صحتهَا قبلَ نشرهَا ويوزنَ الكلامَ بميزانِ العقلِ الصحيحِ السليمِ قبلَ أنْ يقولَهُ ويذيعَهُ، لا أنْ يسارعَ في نشرِ الإشاعاتِ وتلفيقِ الأراجيفِ والكاذباتِ فإنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى يقولُ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ } [الحجرات: 6].

ولنا في رسولِ اللهِ أسوةٌ حسنةٌ في تثبتهِ مِن الأخبارِ، حيثُ أنّهُ في غزوةِ الخندقِ أرسلَ النبيُّ السعدينِ للتأكدِ مِن نقضِ اليهودِ للعهدِ، بل ذهبَ بنفسِهِ ليستيقنَ الخبرَ.

ولا يخفَي علينَا أكبرُ شائعةٍ عرفَهَا التاريخُ وهي شائعةُ الإفكِ التي رُميتْ بهَا زوجُ النبيِّ عائشةُ العفيفةُ ابنةُ الصديقِ الطاهرةُ، لنأخذَ منهَا العبرةَ والعظةَ، والقصةُ معروفةٌ ومشهورةٌ!! قالَ تعالَى :{ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}(النور: 19)

ومنها: القوةُ أمامَ الخمرِ والمخدراتِ: فلا يضعفُ المؤمنُ أمامَ الخمرِ والمخدراتِ؛ لأنّهَا مفتاحُ كلِّ شرٍّ، وهذه قصةٌ تؤيدُ ذلك، فقد أخرجَ عبدُ الرزّاقِ في مصنفهِ أنّ عثمانَ بنَ عفان خطبَ الناسَ فقالَ: «اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ، إِنَّ رَجُلَا مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانَ يَتَعَبَّدُ، وَيَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَعَلِقَتْهُ امْرَأَةٌ غَاوِيَةٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أُشْهِدَكَ بِشَهَادَةٍ، فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَجَعَلَ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتُهُ دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ، وَعِنْدَهَا بَاطِيَةٌ فِيهَا خَمْرٌ» فَقَالَتْ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِشَهَادَةٍ وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ لِتَشْرَبَ مِنْ هَذَا الْخَمْرَ كَأْسًا أَوْ لِتَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ، وَإِلَّا صِحْتُ بِكَ، وَفَضَحْتُكَ فَلَمَّا أَنْ رَأَى أَنْ لَيْسَ بُدٌّ مِنْ بَعْضِ مَا قَالَتْ قَالَ: «اسْقِينِي مَنْ هَذَا الْخَمْرَ كَأْسًا فَسَقَتْهُ» فَقَالَ: «زِيدِينِي كَأْسًا فَشَرِبَ فَسَكِرَ، فَقَتَلَ الْغُلَامَ وَوَقَعَ عَلَى الْمَرْأَةِ، فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَوَاللَّهِ لَا يَجْتَمِعُ الْإِيمَانُ، وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ فِي قَلْبِ رَجُلٍ إِلَّا أَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ يُخْرِجَ صَاحِبَهُ».أ.ه

فانظرُوا عاقبةَ شربِ الخمرِ، فيالَهَا مِن عاقبةٍ وخيمةٍ، ونهايةٍ مؤلمةٍ.

وهكذا تشملُ القوةُ جميعَ مجالاتِ حياةِ الإنسانِ الدينيةِ والدنيويةِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة بعنوان : المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

ثالثًا: دعوةُ أفرادِ الأمةِ إلى القوةِ.

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: هذه دعوةٌ إلى أفرادِ الأمةِ أنْ يكونُوا أقوياءَ في جميعِ مجالاتِ الحياةِ، أقوياءَ في أبدانِهِم وصحتِهِم وجسدِهِم، أقوياءَ في تمسكِهِم بدينِهِم وعقيدتِهِم، أقوياءَ في علاقاتِهِم الإنسانيةِ والأخلاقيةِ، أقوياءَ في رفعةِ وطنِهِم وبلادِهِم، أقوياءَ في مواجهةِ التطرفِ والإرهابِ والأفكارِ الهدامةِ، أقوياءَ في البناءِ والتعميرِ والتشييدِ، أقوياءَ في نشرِ الدعوةِ الإسلاميةِ وقيمِ الإسلامِ وسماحتِهِ، أقوياءَ في شتَّى العلومِ والمعارفِ …….إلخ

لهذا أكَّدَ الرسولُ على أهميةِ القوةِ في حياةِ المؤمنِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ».(مسلم)؛ قال النوويُّ:” والمرادُ بالقوةِ هنَا، عزيمةُ النفسِ والقريحةِ في أمورِ الآخرةِ، فيكونُ صاحبُ هذا الوصفِ أكثرَ إقدامًا على العدوِّ في الجهادِ، وأسرعَ خروجًا إليهِ، وذهابًا في طلبِهِ، وأشدَّ عزيمةً في الأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عن المنكرِ، والصبرِ على الأذَى في كلِّ ذلك، واحتمالِ المشاقِ في ذاتِ اللهِ تعالى، وأرغبَ في الصلاةِ، والصومِ، والأذكارِ، وسائرِ العباداتِ، وأنشطَ طلبًا لها، ومحافظةً عليها، ونحو ذلك ” أ.ه

فعليكُم بكلِّ جميلٍ وحسنٍ لتزدادَ قوتُكُم، وإيَّاكُم وكلَّ قبيحٍ وسيئٍ حتى لا تضعفَ قوتُكُم.

وما أجملَ مقولةَ عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ: ” إِنَّ لِلْحَسَنَةِ ضِيَاءً فِي الْوَجْهِ، وَنُورًا فِي الْقَلْبِ، وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ، وَقُوَّةً فِي الْبَدَنِ، وَمَحَبَّةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ، وَإِنَّ لِلسَّيِّئَةِ سَوَادًا فِي الْوَجْهِ، وَظُلْمَةً فِي الْقَبْرِ وَالْقَلْبِ، وَوَهْنًا فِي الْبَدَنِ، وَنَقْصًا فِي الرِّزْقِ، وَبُغْضَةً فِي قُلُوبِ الْخَلْقِ ” . (الداء والدواء لابن القيم).

وصدقَ اللهُ حيثُ يقولُ على لسانِ نبيِّهِ هودٍ عليهِ السلامُ: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}. (هود:52).

فداومُوا على الاستغفارِ والتوبةِ والرجوعِ إلى اللهِ تعالى، يزدْكُم قوةً إلى قوتِكُم، وتفوزُوا بسعادةِ العاجلِ والآجلِ.

نسألُ اللهَ أنْ يثبتَ قلوبَنَا على الإيمانِ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا وبلادَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.    الدعاء،،،،،،،                               وأقم الصلاة،،،،،                                كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                                           د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »